عوازم

قبيــلة العوازمنسبهــا : هي إحدى القبائل العربية التي ظهرت في الجزيرة العربية خلال العصر الإسلامي الوسيط، وهذه الفترة شهدت تكون كثير من التجمعات القبلية التي برزت بأسمائها المعروفة لدينا في العصر الحديث ، مثل قبائل حرب وعتيبة والظفير والسهول والدواسر وغيرها من القبائل العربية الأخرى حيث أن كل من هذه المجتمعات القبلية لا يجتمع تحت جد واحد بل هي قبائل تكونت من بطون وأفخاذ قبائل عربية من القحطانية والعدنانية . وعلى هذا المنوال جاء تكتل قبيلة العوازم التي ورد ذكرها في منتصف القرن السادس الهجري كبطن من بطون قبائل همدان اليمنية ذات الصيت والشهرة( ) حيث نعتقد أن هذا البطن ربما يكون هو النواة الأولى لتشكيل القبيلة بعد ذلك ، على نفس الخطى التي قام عليها تشكيل قبيلة حرب حيث كانت نواتها الأولى بطن حرب الخولانية التي هاجرت من بلاد اليمن في منتصف القرن الثاني الهجري واستقرت بالحجاز مختلطة بالقبائل العدنانية هناك . وقد لا يستبعد أن العوازم هاجروا من اليمن أثر الصراع الدموي الذي شهدته مناطقهم في إقليم حجور نتيجة للنزاع المذهبي بين السنة والإسماعيلية والذي قاده الأخوين المتنازعين الخطاب وسليمان أبناء السلطان الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري( ). حيث ورد ذكر العوازم في شعر سليمان ، وهو سني المذهب ، على أنهم من أنصاره وعزوته( ). وقد تكون هجرتهم الأولى إلى الحجاز بعد هذه الأحداث الدموية حيث استقروا بين القبائل العدنانية . أما جل القبيلة وثقلها فقد انحدر من عرب الشمال العدنانية وبالتحديد من قيس عيلان ، حيث تكون الجزء الأكبر منها من هوازن بن منصور وجاء بعضهم الآخر من صلب أخيه سليم . ولا شك أن الجمع بين الأصول القحطانية والعدنانية ظاهرة عامة انسحبت على كثير من التجمعات القبلية التي برزت في تلك الفترة كما أسلفنا ، وهي الظاهرة التي انسحبت أيضاً على قبيلة العوازم مما جعلها وطيدة الارتباط بالنسب مع بعض القبائل الحجازية التي تشكلت من الجانبين القحطاني والعدناني ، مثل قبيلة حرب وعتيبة ، وهذا الاعتقاد هو ذاته الذي جعل المؤرخ الأستاذ عبد الرحمن عبد الكريم العبيد يرد بطون العوازم إلى عتبية وحرب بالتحديد( ).العــوازم في الكـويت : يبدو أن قبيلة العوازم ممثلة بكثير من بطونها المعروفة كانت متواجدة منذ القرون الأولى للإسلام في المنطقة الممتدة بين الإحساء جنوباً إلى كاظمة شمالاً وهي المنطقة التي أجمع الجغرافيون على اعتبارها جزء من إقليم البحرين الإسلامي ، إلا أن بطون هذه القبيلة كانت آنذاك ضمن بطون قبائل عامر بن صعصعة بن هوازن العدنانية ، الذين كان لهم حضور واضح في هذا الإقليم إبان حكم القرامطة له في الفترة الواقعة بين القرنين الثالث والخامس الهجريين( ). وبعد أفول نجم القرامطة في نهاية القرن الخامس الهجري هيمنت بطون بني عامر على هذا الإقليم ، فبرزت أسر من هذه القبيلة ظلت تتوارث السلطة والزعامة على هذا الإقليم حتى دخول العثمانيين إلى المنطقة في منتصف القرن العاشر الهجري . وبسبب الدور الذي لعبته بطون بني عامر في تاريخ هذا الإقليم ظل اسم جدهم هوازن يردد على ألسنة مؤرخي المنطقة ونسابوها ، فكانوا ينسبوا القبائل المتفرعة منها مثل العوازم إلى جدهم الأول هوازن( ). وتجدر الإشارة إلى أن أول ذكر للعوازم في المنطقة كان عام 858 هـ ، حيث يروي الشيخ عبد الله بن بسام في كتابه المخطوط ، أن الأمير زامل بن جبر العقيلي أمير الإحساء آنذاك قام بغزو العوازم على اللهابة( ). وظل اسم العوازم يتردد في المصادر المحلية بعد هذا التاريخ كقوة لا يستهان بها في هذا الإقليم وإحدى القبائل الرئيسية هناك حتى أنهم كانوا المسئولين عن مقتل الوالي العثماني في الإحساء محمد أفندي عام 955هـ( ) . وظل العوازم متواجدين في المنطقة حيث انقسموا إلى حاضرة وبادية ، فلما هاجر العتوب إلى شمال الخليج واستقروا في القرين (الكويت) كان العوازم يمثلون التجمع الرئيسي في المنطقة .

المصدر :
كتاب : انساب الاسر والقبائل في الكويت
تأليف : د. احمد عبدالعزيز المزيني
الصفحة : 0

,