يقول الشيخ حمد الجاسر في كتابه جمهرة الأنسـاب :إن أول من رأيته ذكر هذه القبيلة ابن فضل الله العمري ، صاحب كتاب ‘مسالك الأبصار’ في القسم المتعلق بذكر قبائل العرب في عهده وهو ممن عاش في آخر القرن السابع وأول القرن الثامن ، فقد ورد في ذلك الكتاب ما نصه : وظفير من بني لأم ، ومنزلهم الظغن ، قبالة المدينة النبوية ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، وقد يكون نقل هذا عمَّن عاش في عصر قبل عصره .ومع إيجاز ما ذكر إلا أنه أوضح أمرين هامين ، بالنسبة لهذه القبيلة : أولهما : صلة نسبها لأم ، وهؤلاء من طيء باتقاق النَّسابين .والأمر الثاني : بلادها ، وهو الظَّغن ، وهو أطراف الحوار الشرقية الموالية لبلاد بني لأم ، الذين كانت بلادهم تقع غرب الجبلين ، في غوطة بني لأم ، والظَّغْنُ يقع غرب هذه الغوطة ، يفصل بينه وبين المدينة ، وبقربها .ولقبيلة الظَّفير – إبَّان قوتها منذ القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر الهجري – معارك وحروب في بلاد نجد ، مع قبائل أخرى ، لا يتَّسع المجال لتفصيلها ، ولم تستطع تلك القبائل إخضاعها حتى قامت دولة آل سعود الأولى فأخضعتها ، حتى ألجأتها – بعد إضعافها – إلى التمزق ومغادرة الجزيرة إلى نواحي العراق .ومعروف أن أيَّة قبيلة تبلغ درجة من القوة والمنعة ، ينحاز إليها من فروع القبائل الأخرى من هو أضعف منها ، وهكذا قبيلة الظفير ، فقد ورثت قبيلة طيء حين هاجرت من الجزيرة في عهد مبكر ، ورثت بلادها ، وانضم إليها بعض من بقي من فروعها ، وفروع من قبائل أخرى منهم بنو حسين من أشراف الحجاز .ثم أدركها الضعف في آخر أمرها .قال ابن لعبون : بنو لأم الذين منهم آل ظفير ، وآل مغيرة ، الذين منهم الملوك الشهيرة والبطون الكثيرة ، وقد انقرضوا إلا النادر في الحاضرة ، والمندرج في البادية ، ومنهم آل كثير والفضول .
المصدر :
كتاب : انساب الاسر والقبائل في الكويت
تأليف : د. احمد عبدالعزيز المزيني
الصفحة : 0
,