صمدة

من فروع قبيلة الظفير الكبيرة ، ولهم دور في تاريخ نجد في القرن الثاني عشر .وكانوا قبل ذلك مع قومهم في اطراف الحجاز ، ومن ابرز ما عرف من حوادثهم ما اورده العصامي في كتابه ((سمط النجوم العوالي)) في حوادث سنة 1080 قال ما نصه :وفي يوم الثلاثاء حادي عشر شعبان المذكور من سنة ثمانين والف ، ورد خبر وقعة مولانا السيد حمود مع ظفير القبيلة المعروفة بنجد ، وكان فيها عدة وقعات : وقعة قفار مع عنزة ووقعة بني حسن ووقعة هتيم العوازم ووقعة مطير غيرهم . وسبب وقعة ظفير انه انضم الى جهامة مولانا السيد حمود قبيلة من ظفير يقال لهم الصمدة ، ثم انضضم اليه شيخهم الاكبر مع جماعته الادنين ، وعصبته الاقوين ، وكان محبا للسيد حمود لمنزلة العين للانسان للعين . وهو ذو شهامة وصرامة ، يعرف بابن مرشد سلامة ، فوقع من جماعته جرم اقتضى ان يؤاخذوا بما هو المعتاد للنموي عليهم في مثله وهو اخذ الشعثاء والنعامة ، وهي خيار اوائل الاباعر وخيار تواليها ، فلم يرضوا بذلك وقالوا : هو جور وحيف ، ليس عندنا دون ذلك الا حد السيف ، فاشار سلامة المذكور الى مولانا السيد حمود وقال له : اربطني لست في ذلك بملام ، فوالله لتاخذن ما تريد على التمام . فقال : كلا والله لاربطتك وكيف ذاك وفي بطنك من عيشي طعام ، وكفى به التزام ولزام . فذهب سلامة الى قومه وقد تهيئوا للقتال والنضال والعدوان ، وتهيأ كذلك مولانا السيد حمود ومن معه من بني عمه ومن الصمدة وعدوان . فانخزلت الطائفة من الصمدة وولت ناحية ناجية ، وانكفأ الجمعان بعضهم على بعض ، واختلط الفرسان فلم يبن الطول من العرض وقتل من السادة الاشراف مولانا السيد زين العابدين بن عبدالله ومولانا عبدالله ومولانا السيد احمد بن حين بن عبدالله ، والسيد شنبر بن احمد بن عبدالله . وصوب السيد مولانا الظفير بن السيد زامل بن عبدالله اصاويب . وكذلك صوب مولانا السيد باز بن هاشم بن عبدالله ، الا ان الله سبحانه من بالعافية عليهما ولله الحمد . ثم ان السيد غالب بن زامل صبحهم بعد مديدة ، فحلم عن ستين لحية منهم ولم يشف عن واحد من القتلى كيدة . ولم تزل معهم ظفير في قتل وطراد ، الى ان اصلح بينهم مولانا المرحوم الشريف احمد بن زيد ، كما سيأتي ذكر ذلك في محله . انتهى .ثم نجد الصمدة ـ بعد ذلك في نجد ـ يستعين بهم بعض الامراء مما يدل على قوتهم .ففي سنة 1119هـ استعان بهم العنقري امير ثرمداء ، في حربه بلدة اثيثية .وفي سنة 1159هـ استعان بهم دهام بن دواس حاكم الرياض للاستيلاء على منفوحة .وفي سنة 1159 ـ كانوا مع قومهم الظفير ، ممن اجتمعوا على مبايض في سدير ، لمحاربة سعود بن عبدالعزيز ، ولكنهم هزموا ، وقتل رؤساهم ، واخذت اموالهم ، فكانت هذه الوقعة بالنسبة لهم ولقومهم الظفير من الوقعات الفاصلة .وقبلها وقعة السبلة عليهم سنة 1166 من بني خالد فاضعفتهم الحروب ، والجاتهم الى النزوح خارج الجزيرة ، سوى اسر تحضرت ، وانتشرت في بلاد نجد .

المصدر :
كتاب : جمهرة أنساب الاسر المتحضرة في نجد طبعة مزيدة ومنقحة
تأليف : حمد الجاسر
الصفحة : 447

,